خطاب نائب رئيس جمهورية غامبيا بمناسبة انعقاد اللجنة المشتركة الغامبية – الموريتانية

صاحب المعالي السيد المختار ولد اجاي، الوزير الأول للجمهورية الإسلامية الموريتانية،
أصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين،
أصحاب السعادة أعضاء الوفدين،
السيدات والسادة،

يسرني ويشرفني أن أخاطب جمعكم الكريم اليوم في هذه المناسبة الهامة، التي طال انتظارها، والمتمثلة في انعقاد اللجنة المشتركة الغامبية – الموريتانية.
وأحمل معي أطيب التحيات الأخوية من فخامة السيد آدما بارو، رئيس جمهورية غامبيا، ومن حكومة وشعب غامبيا، إلى أخيه العزيز وصديقه فخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وإلى أشقائنا وشقيقاتنا في الجمهورية الإسلامية الموريتانية.
أود أن أبدأ بتوجيه خالص الشكر وعظيم الامتنان إلى حكومة وشعب موريتانيا على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الذي حظينا به منذ لحظة وصولنا إلى هذه المدينة الجميلة، نواكشوط. إننا نثمّن عالياً هذا المناخ الودي الذي وفر لانعقاد هذه الدورة، والذي يعكس بحق عمق أواصر التضامن والاحترام المتبادل التي تربط بلدينا.
صاحب المعالي،
أصحاب المعالي،
أصحاب السعادة،
إن اجتماعنا اليوم يرسّخ مجددًا متانة العلاقات الأخوية وروح التعاون والتضامن التي جمعت ولا تزال تجمع بين بلدينا.
إن غامبيا وموريتانيا ترتبطان بروابط تاريخية وثقافية واقتصادية ضاربة في القدم، كما نتقاسم قيماً مشتركة وتطلعات نحو الاستقرار الإقليمي ورؤية موحدة لتحقيق تنمية مستدامة، مما يشكل قاعدة راسخة لتعزيز تعاوننا الثنائي.
ويمثل هذا اللقاء فرصة ثمينة لتقييم ما تحقق، والنظر في التحديات القائمة، واستكشاف آفاق جديدة للشراكة في مجالات ذات اهتمام مشترك، من بينها التجارة، والزراعة، والأمن، والتعليم، وتطوير البنية التحتية.
وأغتنم هذه الفرصة لأثني على أصحاب المعالي الوزراء وفرق عملهم، وكذلك على جميع الخبراء والفنيين وكبار المسؤولين، لما بذلوه من جهد كبير وعمل دؤوب خلال اجتماع الخبراء الذي انعقد بالأمس، الموافق 26 يونيو، والذي مهد الطريق لمداولاتنا رفيعة المستوى اليوم.
ويبعث على الارتياح أن تختتم هذه الدورة بتوقيع عدد من مذكرات التفاهم التي تغطي طيفاً واسعاً من مجالات التعاون الثنائي، وهي مذكرات تُجسّد جدّية شراكتنا وطموحنا المشترك للانتقال من الأقوال إلى الأفعال.
وتمثل كل مذكرة من هذه المذكرات التزامًا سياسيًا واضحًا، ومسارًا عمليًا نحو تنفيذ ملموس وتحقيق نتائج واقعية. ومن هذا المنبر، أدعو جميع المؤسسات والهيئات المعنية في كلا البلدين إلى التحرك سريعًا لترجمة هذه الأدوات القانونية إلى برامج فعالة وخطط تنفيذية مشتركة.
صاحب المعالي،
أصحاب المعالي،
أصحاب السعادة،
إننا نعيش في عصر يتطلب منا التكاتف والابتكار والتضامن الإقليمي. فالتحديات التي نواجهها – من تغيّر المناخ والضغوط الاقتصادية إلى الهجرة وانعدام الأمن الغذائي – لا تعترف بالحدود. وليس أمامنا خيار سوى مواجهتها معًا. وفي هذا السياق، تُعدّ الشراكة المتنامية بين غامبيا وموريتانيا نموذجًا يُحتذى به للتعاون بين الجيران.
وبوصفنا دولتين جارتين في منطقة غرب إفريقيا، فإنه من الضروري أن نواصل العمل معًا من أجل تعبئة طاقاتنا المشتركة لخدمة شعوبنا. وإن غامبيا تجدد التزامها بتعزيز علاقاتها الثنائية مع موريتانيا، ودعم المبادرات التي تخدم السلام والازدهار والتكامل الإقليمي.
وأنا على يقين بأن مخرجات هذا الاجتماع ستعزز شراكتنا بشكل أكبر، وستفتح آفاقًا جديدة لتعاون أوثق في السنوات المقبلة.
فلنغتنم هذه الفرصة لتجديد التزامنا المشترك بالتقدم، وللبناء معًا على أسس متينة من أجل مستقبل أكثر إشراقًا لبلدينا.
أشكركم، وأتمنى أن يستمر تعاوننا في النمو والازدهار.
وشكرًا لحسن إصغائكم.