وزير الخارجية الإيراني يدعو اليابان للانضمام إلى حركة دولية

دعا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليابان إلى الانضمام لطهران في قيادة حركة دولية تهدف إلى القضاء على أسلحة الدمار الشامل.
ونشرت صحيفة "آساهي شيمبون" ومجموعة من وسائل الإعلام اليابانية، مقالًا لعراقجي عشية الذكرى الثمانين للقصف النووي الذي استهدف هيروشيما وناغازاكي، جاء فيه أن "اليابان وإيران يجب أن تتقدما لقيادة حركة عالمية تهدف إلى الإزالة الكاملة لأسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك النووية والكيميائية والبيولوجية".

وأشار إلى أن إيران، التي عانت من استخدام النظام البعثي العراقي لأسلحة كيميائية ضدها في حرب الثمانينيات، تشارك اليابان ألم التجربة المريرة مع أسلحة الدمار الشامل.

وأضاف عراقجي أن القصف الذري الذي شنته الولايات المتحدة على هيروشيما وناغازاكي في 6 و9 أغسطس 1945، إبّان الحرب العالمية الثانية، يشهد على القوة التدميرية المروعة للأسلحة النووية. وأوضح أن "العديد من الناجين لا يزالون يعانون من آثار جسدية ونفسية لم تندمل مع مرور الزمن"، لافتًا إلى أن هؤلاء الناجين حوّلوا آلامهم إلى دعم لا يكلّ للسلام ونزع السلاح.

وفي سياق متصل، أشار عراقجي إلى الهجوم الذي شنّته الولايات المتحدة بالتنسيق مع إسرائيل على منشآت إيران النووية في نطنز وأصفهان وفردو، في خضم العدوان الصهيوني الذي بدأ في 23 خرداد (12 يونيو) وانتهى بوقف إطلاق النار في 3 تیر (24 يونيو). وقد أثار الهجوم موجة إدانات دولية، وسط تحذيرات من التداعيات البيئية والإنسانية الخطيرة في حال تسرّب المواد المشعة خارج هذه المنشآت، رغم تأكيد إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية عدم تسجيل أي زيادة في الإشعاعات.

ونبّه عراقجي إلى أن الهجمات استهدفت منشآت تخضع لرقابة الوكالة الدولية وفق الاتفاقيات المعتمدة، إلا أن المدير العام للوكالة رافائيل غروسي لم يؤدِّ دوره القانوني ولم يُدن الهجوم. وفي المقابل، أعلنت إيران أنها ستلاحق هذا الملف قانونيًا، وقرر مجلس الشورى الإيراني تعليق التعاون مع الوكالة إلى إشعار آخر.

وردًا على العدوان الأمريكي، نفذت إيران عملية "بشارة الفتح" واستهدفت قاعدة "العديد" الأمريكية في قطر.

وفي تطور لافت، كشفت صحيفة يابانية أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، خلال قمة الناتو في لاهاي في يونيو الماضي، شبّه الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية بالقصف الذري على هيروشيما وناغازاكي، مدعيًا أن هذا الهجوم "أنهى الحرب"، على حد تعبيره.

وأثارت هذه التصريحات استنكارًا واسعًا، حيث قال كازومي ماتسوي، عمدة مدينة هيروشيما: "ترامب لا يفهم فظاعة القصف النووي. يبدو أنه لا يدرك أن هذه القنابل لا تميز بين عدو وصديق، بل تهدد وجود البشرية". وأضاف أنه سيوجه دعوة لترامب لزيارة متحف "ذكرى السلام" في المدينة، للاطلاع على آثار الدمار وسماع شهادات الناجين.

وعلّق عراقجي على ذلك قائلًا: "تصريحات ترامب لم تكن مجرد خطأ تاريخي، بل إهانة صارخة لذكرى الضحايا ولأولئك الذين ما زالوا يعانون تبعات هذه الكارثة".

وأشار إلى أن هذه المقارنة أثارت في إيران غضبًا عارمًا وألمًا خاصًا، مذكرًا بمجزرة مدينة سردشت عام 1987، حينما استُهدفت بغاز الخردل خلال الحرب، ما أدى إلى استشهاد 130 شخصًا وإصابة آلاف بإعاقات دائمة.

واضاف عراقجي : "قليل من الدول تفهم كما نفهم التأثيرات الكارثية لأسلحة الدمار الشامل. يجب أن نوحد أصواتنا لنقول للعالم: كفى.. لا مزيد".