إشراقة بولنوار.. وعبق النسخة الثلاثين

في مساءٍ تضوع بعبق الأدب والثقافة، لبست قرية بولنوار تاج العُقل حلّتها البهية، وهي تُسدل الستار على النسخة الثلاثين من أسبوعها الثقافي، حاملةً في طيّات الختام رنين الإبداع، وهمس الوفاء، وصدى الأصالة المتجدّدة.

كان الحفل لوحةً نابضةً بالحياة، رسمها الصغارُ والشبابُ بألوان الشعر والعطاء، فتعانقت الأصوات الندية، وتماوجت القوافي على شفاه الناشئة كأنها تُعلن ميلاد جيلٍ جديدٍ من الحرف الموريتاني الأصيل.

إنّ بولنوار — هذه القرية الوادعة — ما تزال منارة إشعاعٍ علميٍّ وثقافيٍّ ليس فقط في منطقة العقل بل على المستوى الوطني، تُنبتُ في رمالها فكرًا، وتُثمرُ في قلوب أبنائها أدبًا ووفاءً. وكيف لا؟ وهي التي أنجبت قاماتٍ سامقة، مثل:
العلامة الجليل ديده بن أحظانا، بعمقه العلمي والأدبي،
والشاعر الكبير أحمد بن عبد القادر، الذي أنشد للوطن وللأمة وللوجدان العربي.. والرمز الجليل محمد الأمين بن أحمد عالم، الذي جمع بين الحكمة والخلق والعلم...

لقد كان التنظيمُ في مستوى الحدث، يشي بذوقٍ رفيعٍ وإخلاصٍ أصيل، فشكرًا للقائمين عليه، الذين أحسنوا التدبير وأبدعوا في الإخراج.
وفي هذا المقام، أزفّ خالص التهاني والتبريكات إلى جمعية الهمم الراشدة على دورها الرائد، وإشرافها المتميز على هذا النشاط الثقافي البهي، فقد أحسنت الغرس، وأينعت ثماره فكرًا وأدبًا وجمالًا.
سلامٌ على بولنوار، إذ تواصل العطاء بثباتٍ وألق،
وتغرس في الأجيال حبَّ الحرف، وشغفَ الإبداع.

 

من صفحة بديه سالم