تزايد عمليات القسطرة يسلط الضوء على تصاعد أمراض القلب فى موريتانيا (تقرير)

شهد مستشفى القلب في نواكشوط ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات إجراء عمليات القسطرة القلبية البسيطة في ظل تصاعد نسب الإصابة بأمراض القلب والشرايين خلال السنوات الأخيرة.

وأفاد عدد من الأطباء المختصين في أمراض القلب أن التوسع في استخدام القسطرة القلبية كخيار علاجي وتشخيصي بات يمثل نقلة نوعية في التعامل مع أمراض القلب، خاصة لدى المرضى الذين يعانون من انسدادات أو تضيق في الشرايين التاجية، مشيرين إلى أن القسطرة البسيطة أصبحت تُجرى اليوم بشكل روتيني، بفضل تطور الأجهزة الطبية والخبرات المتخصصة.

من جهة أخرى، لا تزال عمليات القلب المفتوح ضرورية في بعض الحالات المعقدة، مثل إصلاح أو استبدال صمامات القلب، أو إجراء جراحات المجازة التاجية (Bypass)، حيث تتطلب تدخلاً جراحيًا كاملاً وتهيئة طبية دقيقة.

ويرى خبراء الصحة أن هذا التزايد في العمليات القلبية يعود إلى عدة أسباب، أبرزها: ارتفاع معدلات السمنة، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، فضلاً عن التقدم في العمر ونمط الحياة غير الصحي الذي يسود شرائح واسعة من المجتمع، إلى جانب تطور وسائل التشخيص والكشف المبكر.

كما أكد أطباء أن هذه العمليات، رغم فعاليتها، تفرض تحديات على الأنظمة الصحية من حيث التكلفة والرعاية اللاحقة، داعين إلى تعزيز برامج الوقاية والتوعية، والاهتمام بالفحص المبكر لتقليل الحاجة للتدخلات الجراحية مستقبلاً.

ويُذكر أن عددًا من المبادرات الصحية أطلقت مؤخرًا لتشجيع المواطنين على تغيير نمط حياتهم، واتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة، بهدف الحد من انتشار أمراض القلب، وتقليل الضغط على المراكز الصحية المتخصصة.

ومع تطور القطاع الصحي في موريتانيا خاصة السنوات الاخيرة، تراجع اعتماد المرضى على السفر إلى الخارج، وتحديدًا إلى تونس، التي كانت تعتبر الوجهة الأبرز للمرضى الموريتانيين لإجراء عمليات القسطرة، حتى أن التونسيين أطلقوا على الطائرة الموريتانية لقب "طائرة الإسعاف" لكثرة المرضى القادمين.

ويجري مستشفى القلب في العاصمة نواكشوط اليوم عمليات قسطرة يومية بنجاح، إلى جانب عمليات أخرى كانت تتطلب في السابق تدخلًا جراحيًا معقدًا، وأصبحت تُجرى الآن بأحدث التقنيات الطبية المتطورة.
 

وتعود مشكلة ارتفاع أمراض القلب والشرايين في موريتانيا إلى نمط الحياة والعادات الغذائية غير الصحية، حيث يشيع استهلاك اللحوم والدهن الحيواني بشكل مفرط في الوجبات اليومية، بالإضافة إلى تناول كميات كبيرة من الشاي المحلي الذي يُستهلك على نطاق واسع في المجتمع.